الإعصار البرّي هو نوع من الأعاصير يتشكل فوق المسطحات المائية مثل البحيرات والأنهار بدلاً من المحيطات. يمكن أن تحدث هذه الظاهرة الجوية المدمرة عندما تكون الظروف مناسبة، على الرغم من أنها نادرة نسبياً بالمقارنة مع الأعاصير البحرية.
الإعصار البرّي
الإعصار البرّي يتكون عندما تكون هناك اختلافات حادة في درجات الحرارة بين سطح المياه والجو المحيط بها. عادة ما تكون مياه البحيرات أو الأنهار أدفأ من الجو المحيط بها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تسخين الهواء المتصاعد من سطح المياه. هذا الهواء الساخن والرطب يمكن أن يتصاعد إلى الأعلى ويتكثف ليشكل سحباً عميقة وقوية.
عندما يكون هناك اندفاع هواء بارد من الجو المحيط بالسحب الساخنة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التداول الهوائي والضغط السطحي المنخفض، مما يشجع على تكوين الإعصار البرّي. يمكن للإعصار البرّي أن يكون مدمرًا بشكل مشابه للأعاصير البحرية ويسبب أضراراً كبيرة للممتلكات والبيئة.
تتطلب دراسة وتوقع الإعصار البرّي مراقبة دقيقة للظروف الجوية ودرجات الحرارة والتيارات الهوائية. وعلى الرغم من أن هذه الأعاصير نادرة نسبياً، إلا أنها يجب متابعتها بعناية لحماية السكان والممتلكات في المناطق المعرضة لها.
أسباب حدوث الإعصار البري
حدوث الإعصار البرّي يتطلب وجود مجموعة من الظروف الجوية والبيئية التي تتشابه إلى حد ما مع أسباب تكوين الأعاصير البحرية، ولكن هناك اختلافات طفيفة تتعلق بالمسطح المائي الذي يتكون فوقه الإعصار. اليك بعض العوامل الرئيسية التي تسهم في حدوث الإعصار البرّي:
- درجات الحرارة المائية الدافئة: يحتاج الإعصار البرّي إلى وجود مياه دافئة على سطح المسطح المائي (مثل بحيرة أو نهر) حيث تكون درجات الحرارة في المياه أعلى من درجة حرارة الجو المحيط بها. هذا التفاوت في درجات الحرارة يعمل على تسخين الهواء المتصاعد من سطح المياه.
- الهواء البارد: يكون وجود هواء بارد في الجو المحيط بالمياه الدافئة عاملاً مهماً. هذا الهواء البارد يساهم في تكثيف الهواء الدافئ المتصاعد ويشجع على تكوين السحب الكبيرة والقوية التي تشكل الإعصار.
- الرياح: تلعب اختلافات في الرياح وتيارات الهواء دورًا مهمًا في تكوين الإعصار البرّي. تحتاج الرياح إلى تغييرات في الاتجاه والسرعة على مدار الأعمدة الهوائية لتشكيل هذا النوع من الأعاصير.
- ضغط الهواء: انخفاض ضغط الهواء في منطقة معينة فوق المسطح المائي يمكن أن يسهم في تكوين الإعصار. الضغط المنخفض يساعد على ارتفاع الهواء وتشكيل السحب الركامية.
- انعدام الاستقرار الجوي: تحدث الإعصارات البرية غالبًا في مناطق توجد بها انعدامات في الاستقرار الجوي، وهو ما يشجع على تشكيل العواصف والتضاريس الجوية.
- تيارات الرياح: تلعب تيارات الرياح دورًا مهمًا في توجيه الإعصار وتحديد مساره. تتأثر حركة الإعصار بتأثيرات معقدة لتيارات الرياح في الجو العلوي وسطح الماء.
يجدر بالذكر أن الإعصارات البرّية نسبيًا نادرة مقارنة بالأعاصير البحرية، ولكنها تظهر من وقت لآخر في بعض المناطق التي تلتقي فيها هذه الظروف المناسبة.
أجزاء الإعصار البري
الإعصار البرّي هو ظاهرة جوية قوية تحدث في المناطق البرية أو الجافة بدلاً من المسطحات المائية. يتكون الإعصار البرّي من عدة أجزاء رئيسية تعمل معًا لتكوين هذه الظاهرة الجوية القوية. إليك أهم أجزاء الإعصار البرّي:
- العين: هذه هي الجزء الوسطي الهادئ للإعصار البرّي. عادةً ما يكون هناك هدوء نسبي في العين مع سماء صافية ورياح خفيفة. العين هي الجزء الوحيد في الإعصار البرّي الذي لا تكون فيه الرياح عاتية.
- جدار العين: هو الجزء الدائري الذي يحيط بالعين. يتميز بأقوى الرياح في الإعصار وأعلى معدلات هبوب الرياح. يمكن أن يصل هذا الجزء إلى ارتفاعات كبيرة ويكون مكانًا للأضرار الكبيرة.
- الجزء الخارجي للإعصار: هو المنطقة التي تحيط بالجدار العين وتتضمن السحب الركامية الضخمة والأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية. تكون الرياح في هذا الجزء أيضًا عاتية.
- الذيل: هو الجزء الخارجي للإعصار ويمتد بعيدًا عن مركز العين. يتميز بأرياح أقل قوة مقارنة بالجدار العين ويكون عادةً أقل تأثيرًا. ومع ذلك، يمكن أن تكون الأمطار والرياح مازالت قوية في هذا الجزء.
هذه هي أجزاء الإعصار البرّي الرئيسية. يتغير حجم وشكل هذه الأجزاء بناءً على قوة وحجم الإعصار وتطوره مع مرور الزمن. يجب أن يتم مراقبة الإعصارات البرّية بعناية واتخاذ التدابير اللازمة للسلامة عند توقع تأثيرها.
قد يهمك أيضاً: الإعصار الاستوائي